الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (10): {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}(10)- إِلا مَن اخْتَطَفَ مِنَ الشَّيَاطِينِ الكَلِمَةَ التِي يَسْمَعُها مِنَ المَلأَ الأَعْلَى (الخَطْفَةَ)، فَيُلْقِيهَا إِلَى تَحْتَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَيُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى الذِي تَحْتَهُ فَرُبمَا أَدْرَكَه شِهابٌ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيهَا، وَقَدْ يُلْقِيهَا قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ الشِّهَابُ، فَيَنْقُلُها الآخَرُ إِلَى الكَاهِنِ، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ.خَطِفَ الخَطْفَةَ- اخْتَلَسَ الكَلِمَةَ مُسَارَقَةً.شِهَابٌ- مَا يُرى كَالكَوَاكِبِ مُنْقَضّاً مِنَ السَّمَاءِ.ثَاقِبٌ- شَدِيدُ الضَّوْءِ أَوْ مُحْرِقُ..تفسير الآية رقم (11): {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}{خَلَقْنَاهُم}(11)- فَسَلْ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلاءِ المُنْكِرِينَ لِلبَعْثِ والنُّشُورِ: أَيُّ شَيْءٍ أَصْعَبُ خَلْقاً وَإِيْجَاداً (أَشَدُّ خَلْقاً)؟ هُمْ أَمِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ عَوَالِمَ وَمَخْلُوقَاتٍ لا يَعْلَمُهَا إِلا اللهُ تَعَالَى؟ وَبِمَا أَنَّهُمْ يُقِرُّونَ أَنَّ هَذِهِ المَخْلُوقَاتِ أَصْعَبُ خَلْقَاً مِنْهُمْ، وَلِهَذَا فَإِنَّ الأَمْرَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَلِمَاذَا يُنْكِرُونَ البَعْثَ وَهُمْ يُشَاهِدُونَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِمَّا أَنْكَرُوا؟ مَعَ أَنَّهُمْ هُمْ قَدْ خُلِقُوا مِنْ شَيءٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ، إِنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ طِينٍ لَزِجٍ يُمْكِنُ أَنْ يَلْتصِقَ بِاليَدِ (طِينٍ لازِبٍ)، فَلِمَاذَا يَسْتَبْعِدُونَ إِعَادَةَ خَلْقِهِمْ مَرَّةً أُخْرَى؟طِينٍ لازِبٍ- لَزِجٍ مُلْتَصِقٍ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ أَوْ بِالَيدِ..تفسير الآية رقم (12): {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}(12)- إِنَّكَ تَعجَبُ يَا مُحَمَّدُ مِنْ إِنْكَارِ هَؤُلاءِ الكَفَرَةِ المُعَانِدِينَ لِلبَعْثِ، مَعَ تَضَافُرِ الأَدِلَّةِ وَالبَرَاهِينِ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى، وَعَلَى صِدْقِ رِسَالَتِكَ، وَهُمْ يَسْخَرُونَ مِنْ تَعَجُّبِكَ مِنْهُمْ، وَمِنْ تَأْكِيدِكَ صِحَّةَ قَوْلِكَ عَنْ حُدُوثِ البَعْثِ لا مَحَالَةَ.يَسْخَرُونَ- يَهْزَؤُونَ بِتَعَجُّبٍ..تفسير الآية رقم (13): {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13)}(13)- وَهُمْ لِقَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ إِذَا وُعِظُوا لا تَنْفَعُهُم المَوْعِظَةُ، لأَنَّهُمْ قَدْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَهُ مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايَا..تفسير الآية رقم (14): {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}{آيَةً}(14)- وَإِذَ أُقِيمَتْ لَهُمْ الأَدِلَّةُ والمُعْجِزَاتُ التي تُرْشِدُ إِلَى صِدْقِ مَنْ يَعِظُهُمْ، وَيُذَكِّرُهُمْ بِاللهِ وَآيَاتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى الخَلْقِ، نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً مُتَضَاحِكِينَ مُسْتَهْزِئِينَ.يَسْتَسْخِرُونَ- يُبَالِغُونَ فِي سُخْرِيَّتِهِمْ..تفسير الآية رقم (15): {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15)}(15)- وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذَا الذِي جِئْتَ بِهِ إِنْ هُوَ إِلا سِحْرٌ وَاضِحٌ ظِاهِرٌ لِلعيَانِ..تفسير الآية رقم (16): {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)}{أَإِذَا} {عِظَاماً} {أَإِنَّا}(16)- وَهَلْ سَنُبْعَثُ مِنْ قُبُورِنَا أَحْيَاءً بَعْدَمَا نَمُوتُ، وَبَعْدَ أَنْ تَبْلَى عِظَامُنَا وَأَجْسَادُنَا، وَتُصْبحَ رَمِيماً؟.تفسير الآية رقم (17): {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)}{آبَآؤُنا}(17)- وَهَلْ سَيُبْعَثُ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ أَيْضاً، وَقَدْ مَضَى عَلَى مَوْتِهِمْ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ، فَأَصْبَحَ بَعْثُهُمْ أَشدَّ صُعُوبَةً وَغَرَابَةً، وَأَكْثَرَ اسْتِبْعَاداً؟.تفسير الآية رقم (18): {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18)}{دَاخِرُونَ}(18)- قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: إِنَّكُمْ سَتُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بَعْدَ مَا تَصِيرُونَ تُرَاباً وَعِظَاماً رَمِيماً، وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ أَذِلاءُ (دَاخِرُونَ)، أَمَامَ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى البَالِغَةِ، التِي لا حُدُودَ لَهَا.دَاخِرُونَ- صَاغِرُونَ أَذِلاءُ..تفسير الآية رقم (19): {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19)}{وَاحِدَةٌ}(19)- وَسَيَكُونُ أمْرُ إِعَادَةِ بَعْثِكُمْ سَهْلاً يَسِيراً عَلَى اللهِ إِذْ يَأْمُرُ اللهُ بِأَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّوْرِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ فَيَقُومُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ أَحْيَاء يَنْظُرُونَ إِلَى مَا كَانُوا يُوعَدُونَ بِهِ مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ..تفسير الآية رقم (20): {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}{ياويلنا}(20)- وَحِينَئذٍ يَرْجِعُ الكَافِرُونَ المُنْكِرُونَ لِلبَعْثِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالمَلامَةِ قَائِلِينَ: يَا خَسَارَنَا وَيَا هَلاكَنَا (يَا وَيْلَنَا) هَذَا يَوْمُ الجَزَاءِ عَلَى الأَعْمَالِ (يَوْمُ الدِّيِنِ) الذي أَنْذَرَنَا بِهِ الرَّسُولُ، فَكَذَّبْنَاهُ، وَسَخِرْنَا مِنْهُ.يَا وَيْلَنَا- يَا خَسَارَنَا هَلاكَنَا.يَوْمُ الدِّينِ- يَومُ الحِسَابِ والجَزَاءِ عَلَى الأَعْمَالِ..تفسير الآية رقم (21): {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}(21)- فَيُقَالُ لَهُمْ: (تَقُولُهُ المَلائِكَةُ، أَوْ يَقُولُهُ المُؤْمِنُونُ، أَوْ يَقُولُهُ بَعْضُهُمْ لِبعْضٍ وَهُمْ يَتَنَاجَوْنَ): هَذَا كُلٌّ مِنْهُمَا عَنِ الآخَرِ، وَلَقَدْ كُنْتُمْ تُكَذِّبُونِ بِهِ وأَنْتُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا..تفسير الآية رقم (22): {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}{أَزْوَاجَهُمْ}(22)- وَيَأمُرُ اللهُ تَعَالَى المَلائِكَةَ بِأَنْ يُمَيِّزُوا الكُفَّارَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي المَوْقِفِ، وَبِأَنْ يَحْشُروا الظَّالِميِنَ مَعَ قُرَنَائِهِمْ وَأَشْبَاهِهِمْ (أَزْوَاجِهِم).فَيُحْشَرُ أَصْحَابُ الزِّنى مَعَ أَصْحَابِ الزِّنى، وَأَصْحَابٌ الرِّبَا مَعَ أَصْحَابِ الرِّبَا، وَعَابِدُوا الأَوْثَانِ والأَصْنَامِ مَعَ الأَصْنَامِ التي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ.أَزْوَاجَهُمْ- أَشْبَاهَهُمْ وَقُرَنَاءَهُمْ..تفسير الآية رقم (23): {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}{صِرَاطِ}(23)- ثُمَّ يَأْمُرُ تَعَالَى المَلائِكَةَ الكِرَامَ قَائِلاً: أَرْشِدُوا هَؤُلاءِ المُجْرِمِينَ الظَّالِمِينَ إِلَى طَرِيقِ جَهَنَّمَ، وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهَا..تفسير الآية رقم (24): {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}{مَّسْئُولُونَ}(24)- واحْبِسُوهُمْ فِي المَوْقِفِ (قِفُوهُمْ) حَتَّى يُسْأَلُوا عَمَّا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ، وَعَمَّا اجْتَرَحُوهُ مِنَ الآثَامِ والمَعَاصِي.قِفُوهُمْ- احْبسُوهُمْ فِي مَوْقِفِ الحِسَابِ..تفسير الآية رقم (25): {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}(25)- ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّوْبيِخِ والتَّقْرِيعِ: مَا لَكُمْ لا يَنْصُرُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً اليوَمَ، وَقَدْ كُنْتُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا تَتَنَاصَرُونَ؟تَنَاصَرُونَ- يَنْصُرُ بَعْضُكُم بَعْضاً..تفسير الآية رقم (26): {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}(26)- فَهُمُ اليَوْمَ لا يَنَازِعُونَ فِي الوُقُوفِ، وَلا يَتَمَرِّدُون، وَإِنَّمَا هُمْ مُنْقَادُونَ ذَلِيلُونَ مُسْتَسْلِمُونَ لأَمْرِ اللهِ تَعَالَى لا يُخَالِفُونَه، وَلا يحيدُونَ عَنْهُ..تفسير الآية رقم (27): {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)}(27)- يَذْكُرُ اللهُ تَعَالَى حَالَ الكُفَّارِ فِي ذَلِكَ المَوْقِفِ، وَيُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَتَلاوَمُونَ فِي عَرَصَاتِ المَحْشَرِ، وَيَتَخَاصَمُونَ فِي دَرَكَاتِ النَّارِ، فَيُقولُ الضُّعَفَاءُ التَّابِعُونَ، لِلرُؤَسَاءِ المُضِلِّينَ لَهُمْ: إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً، وَأَنْتُمُ الذِينَ كُنْتُم تُوَسْوِسُونَ لَنَا لِنَكْفُرَ..تفسير الآية رقم (28): {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}(28)- وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَمْنَعُونَنَا عَنِ الإِيْمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا، وَتَأْتُونَنَا مِنَ النَّاحِيَةِ التي كُنَّا نَظُنُّ فِيها الخَيْرَ واليُمْنَ، وَتُرَغِّبُونَنَا فِيمَا كُنْتُمْ تَدِينُونَ بِهَ وَتَعْتَقِدُونَ، وَمِنْ ثُمَّ أَوْرَدْتُمُونَا مَوَارِدَ الهَلاكِ..تفسير الآية رقم (29): {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29)}(29)- وَيَرُدُّ الرُّؤَسَاءُ المَتْبُوعُونَ عَلَى المُسْتَضْعَفِينَ مُنْكِرِينَ إضْلالَهُمْ إِيَّاهُمْ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُونَ بَلْ كَانَتْ قُلُوبُكُمْ مُنْكِرَةً للإِيْمَانِ، مُسْتَعِدَّةً لِلكُفْرِ والعِصِيَانِ..تفسير الآية رقم (30): {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30)}{سُلْطَانٍ} {طَاغِينَ}(30)- وَنَحْنُ لَمْ يَكُنْ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ وَسِيلَةٍ نُكْرِهُكُمْ بِهَا عَلَى الكُفْرِ والغوَايَةِ (أَو لَمْ يَكُنْ لَنَا سَبَبٌ نَسْتَطِيعُ بِهِ أَنْ نُؤكِّدَ لَكُمْ أَنَّنَا كُنَّا عَلَى صَوَابٍ فِيمَا دَعَوْنَاكُم إِلَيْهِ)، وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُم أَنْتُمْ قَوْماً تَمِيلُونَ إِلَى الطُّغْيَانِ وَمُجَاوَزَةِ الحَقِ، اسْتَجَبْتُم لِدَعْوَتِنَا، وَتَرَكْتُم الحَقَّ الذِي جَاءَكُمْ بِهِ رُسُلُ رَبِّكُمْ.قَوْماً طَاغِينَ- مُجَاوِزِينَ الحَدَّ فِي العَصْيَانِ والفَسَادِ..تفسير الآية رقم (31): {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31)}{لَذَآئِقُونَ}(31)- وَيَقُولُ الكُبَرَاءُ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ: إِنَّهُمْ بِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ نُفُوسِهِمْ لِلكُفْْرِ والطُّغْيَانِ، وَتَجَاوُزِ الحَقِّ، وَالإِعْرَاضِ عَنِ الهُدَى، حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ أَنَّهُمْ مِنَ الأَشْقِيَاءِ الذَّائِقِينَ للعَذَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ.فَحَقَّ عَلَيْنَا- ثَبَتَ وَوَجَبَ.
|